top of page

في لعنة المعرفة

كيف تتجنب الكتابة الغامضة

معرفة المرء بالشيء تؤثر على انحيازاته تجاه ذلك الشيء، وبالتالي طريقة استجابته له والتي غالباً تترجم إلى سوء تقدير للموقف.

2.4.21

رشاد عبد القادر

رشاد عبد القادر، رشاد عبدالقادر

صحافياً، تعني "لعنة المعرفة" عدم قدرة الصحافي على استيعاب أن القارئ لا يمتلك المعارف التي يمتلكها هو نفسه. والمشكلة تنبع أساساً من أن المرء كلما عرف شيئاً نسي الصعوبات التي واجهته في معرفة ذلك الشيء.

وُلِدنا جميعاً رواةَ قصص. نثرثر حول شخصيات فعلت كذا وذهبت إلى كذا بسبب كذا. نتحدث مع أصدقائنا طوال الوقت بحماس وحيوية. نروي حكايات عن الآخرين، نعجب بهم أحياناً ونستلهمهم، أو ربما نأنف منهم أحياناً أخرى ونغتابهم. لقد وُلِدنا نحن البشر بهذه المهارة التي يسميها علماء الأنثروبولوجيا "النميمة".


بحسب هؤلاء، فإن "النمائم" هذه قد قدحت زناد «التاريخ». قبلها كنا نعيش مرحلة ما قبل ولادة التاريخ؛ تفسير أفعال البشر الذين سبقونا من أبناء عمومتنا من النياندرتال وغيرهم اندرج في حقل علم البيولوجيا مثلما هو الآن حال دراستنا لسلوك الحيوانات. مع اختراع "النميمة" التي هي أصل الصحافة، حلّت الروايات التاريخية محل النظريات البيولوجية كوسيلة أساسية في تفسير تطور البشر. فمثلاً، لم يعد منطقياً لفهم ظهور الإسلام أو اندلاع الثورة الفرنسية دراسة التفاعل بين الجينات والهرمونات والمتعضيات، بل من الضروري دراسة الأفكار والتصورات والتخيلات.


إذا كنا بطبيعتنا مجبولين على القصص، فلماذا نحن الصحافيون نكاد نكون أسوأ رواة لها مع أنها بضاعتنا الأساسية التي نعرضها في سوق القراء! تُنشر يومياً بضعة ملايين من القصص الصحافية عالمياً، فكم قصة تستوقفك قراءتها مثلما تستوقفك قصة تسمعها عن المدير في أثناء الاستمتاع بتدخين سيجارة مع زميل في استراحة عمل؟ في الواقع إنها قليلة.


لماذا قليلة؟ لأن الكتابة فعل غير طبيعي كما يقول تشارلز داروين. نعم، نحن البشر لدينا ميل غريزي إلى التحدث، منذ الأشهر الأولى للولادة نبدأ في المناغاة، بل إن الكلمة المنطوقة أقدم من الإنسان العاقل نفسه. في المقابل، الكلمة المكتوبة اختراع حديث لم يُتح له الزمن الكافي كي يدخل ضمن تركيبتنا الجينية. لذلك تجد أن الكتابة مهارة يتطلب اكتسابها الكثير من الجهد والوقت طوال فترة الطفولة وما بعدها، يتطلب الكثير من القراءة ثم القراءة.. فهي عملية تعلُّم تستمر مدى الحياة.


الكلام والكتابة مختلفان تماماً في آلياتهما، وينطويان على أنواع متباينة من العلاقات الإنسانية. الكلام المنطوق غريزي؛ كُتبتْ شفرته في جيناتنا منذ الأزل. فبغض النظر متى وأين وُلدتَ، ستتعلم التحدث بلغة أو أكثر من بين نحو 6 آلاف لغة حول العالم. ولا يهم عرقك، فحتى لو وُلدْت لأبوين عربيين ستتكلم اليابانية بيسر إذا تبنّتكَ أسرة يابانية مثلاً. ليس هذا فحسب، في أي محادثة نجريها، نتواطأ ضمنياً مع الشخص المقابل على قواعد للحديث. عندما نتكلم معه، يكون لدينا سلفاً فكرة عمّا يعرفه وما قد يهتم بمعرفته، نراقب عينيه ووجهه وموقفه. إذا احتاج إلى توضيح فعلنا، أو إذا كان لديه شيء يضيفه قطعَ مسار الحديث ليقول ما يريد. كل ذلك يجعل المحادثة حية وشيقة.


في الكتابة، لا نتمتع بأي من هذه المزايا. فالقراء غير مرئيين ومبهمين، وعلينا أن نصل إليهم دون معرفة الكثير عنهم أو عن ردود أفعالهم. ما لا يدركه معظم الصحافيين، أن الكتابة في جوهرها تظاهر، عندما نكْتُبُ نكتبُ لقراء موجودين في أذهاننا فقط، نتظاهر بأننا في عالم مفترض، نتحادث مع قراء مفترضين. لذلك فإن الكتابة الجيدة غالباً تنبع من تلك القدرة على بناء تصور واضح لمحاكاة يتفاعل فيها الكاتب بشخصيته الأفاتار Avatar مع أسئلة وتعليقات القراء بشخصياتهم الأفاتار. هذا ما يفعله الروائيون طوال الوقت، وإلا كيف يستطيعون معايشة أدوار مختلفة لشخصيات رواياتهم! حتى إن أهم كتاب عن الأسلوب عنوانه: The Reader Over Your Shoulder من تأليف روبرت غريفس ومساعده آلان هوج، أي كيف تكتب، وأنت تنظر بطرف عينك من فوق كتفك إلى القراء المفترضين الذين يجلسون بجانبك، ويتحدثون معك وتتحدث إليهم كما في أي جلسة واقعية. الصحافي الجيد يتقن استخدام تقنيات رواية القصة شفاهاً في الكتابة.


الأمر ليس بهذه البساطة. إذ ثمة احتمالات كثيرة لإجراء مثل هذه المحاكاة ودرجة انغماس الكاتب فيها. فالانغماس العميق في المحاكاة قد يجعل النص «متذاكياً» يستخفُّ بعقول القراء. والبقاء على السطح قد يجعل النص مبهماً في ظاهرة تسمى «لعنة المعرفة» أو افتراض معرفة القارئ بما يدور في ذهن الكاتب (سنأتي إليها بعد قليل). حتى الأسماء المشهورة من كُتّاب وشعراء وروائيين يفشلون أحياناً في المحاكاة. للخروج من هذه المعضلة يقترح الناقدان الأدبيان فرانسيس نويل توما ومارك تورنر نموذجاً سمّياه «الاستايل الكلاسيكي»، ويستعرضانه في كتاب صغير رائع بعنوان «واضح وبسيط كالحقيقة».


يفترض «الاستايل الكلاسيكي» أن الكاتب والقارئ متساويان معرفياً، إذ لا يوجد طرف متعالٍ على الطرف الآخر. ولكن الكاتب يستطيع رؤية شيءٍ ما، حَدَثَ أن القارئ لا يشاهده، ربما بسبب زاوية النظر أو وجود حاجز يعيق نظر القارئ (أو أي سبب آخر)، ومهمة الكاتب مساعدة القارئ بتوجيه نظره إلى الزاوية الصحيحة ليشاهد ذلك الشيء بعينيه، مسترشداً في كل ذلك بالوضوح والبساطة.


حسناً، أحسب أني فشلت في طرح الفكرة بوضوح وبساطة على الأقل في الفقرة السابقة. لا ضير في ذلك. هل حدث أن قرأت جملة أو عبارة أو صورة شعرية جميلة ثم حلفت بأغلظ الأيمان -بينك ونفسك- أن الجمل والعبارات ذاتها كانت على طرف لسانك وبالجمال ذاته إن لم يكن أكثر! هذا ما يفعله «الاستايل الكلاسيكي»، يجعلك تكتشف «الحقيقة» بنفسك. فالكاتب يعرف «الحقيقة» سلفاً قبل صياغتها في جمل وعبارات، والنص الذي يكتبه ليس استعراضاً لما يدور في ذهنه، فهو لا يتبجح أو يحاجج بأنه يكشف «الحقيقة». بل يفترض أن القارئ يتمتع بالكفاءة العقلية التي يحتاجها للتعرف على «الحقيقة» عندما يراها، وكل ما عليه فعله هو إزاحة الحواجز التي تحجب القارئ عن رؤيتها.


هذا ما كان يجري معي في كل مرة أقرأ أو أسمع كتاب «النبي» لجبران خليل جبران. ولا أبالغ إذا قلت إنني سمعته عشرات المرات بصوت الممثل والمغني الأيرلندي ريتشارد هاريس في تسجيل كاسيت حصلت عليه من أحد الأصدقاء قبل 25 عاماً. لقد كان جرعة أتناولها كل ليلة عن طريق المسجل الصغير قبل الخلود إلى النوم. وفي كل مرة كان جبران يساعدني على إزالة الحجاب عن جزء من «الحقيقة»؛ تلك الحقيقة التي تملأ ثنايا كتابه وتسري رعشة توقف شعر الجسم.


والحال، أن الأدب كان مدخلاً لتيار في الصحافة سُمّي فيما بعد الصحافة الأدبية أو السردية، ابتدأه الصحافي والروائي البريطاني جورج أورويل بمقالة كتبها خلال رحلة استشفاء من مرض السل في المغرب عام 1939 بعنوان «مراكش»، وأُسيل حولها الكثير من الحبر. وفي الستينيات وجد هذا التيار زخماً ليتوج في عام 1973 بكتاب نشره توم وولف بعنوان «الصحافة الجديدة» وهو مجموعة من المقالات المختارة، وكان بمثابة البيان رقم واحد أو مانفيستو الصحافة الأدبية. مشكلة وولف أنه كان يروّج حينها لموت الرواية الأدبية القائمة على تخيل الأحداث والشخصيات، وأن الصحافة الأدبية ستحل محلها بأحداثها وشخصياتها الحقيقية. لم تمت الرواية، لكن استعارة تقنياتها في الصحافة استمرت.


أدى تطبيق تقنيات السرد في الكتابة الصحافة إلى إنتاج بعض القصص الأكثر إثارة خلال العقود القليلة الماضية. فبدلاً من «الراوي» الغامض mysterious الموثوق authoritative كلَّي المعرفة omniscient في صياغة الأخبار -وهو حال صياغة الخبر في معظم منصات الصحافة العربية- تلجأ الصحافة السردية إلى بناء القصة مشهداً بعد مشهد لأن الصحافي يكون متواجداً (مجازاً) على «الأرض» حيث يدون الملاحظات، ويجري المقابلات والحوارات المعمقة مع الشخصيات المنخرطة في الحدث المعني. ويُروى الحدث من وجهة نظر الشخص الثالث أو ما يُسمى في اللغة العربية ضمائر الغائب: هو، هي، هم، ما يساعد الكاتب على تقديم شخصيات متعددة ومستويات مختلفة للسرد والحبكة بالطريقة التي تعمل بها الكاميرا في الأفلام من زووم-آوت وزووم-إن.


ولعل أقرب مثال حديث على استخدام تقنيات السرد الحديثة في الصحافة، ما نشرته «واشنطن بوست» عن اللاجئ السوري مازن الحمادة الذي قرر العودة إلى سوريا. فعلى مدار أكثر من 3500 كلمة وفيديوهات وتسجيلات صوتية أُعِدت خصوصاً لهذه المادة، تتنقل الصحافية ليز سلاي من مشهد إلى مشهد، ومن زووم-آوت إلى زووم-إن، لتضع السوريين أمام الصورة الأكبر لمأساتهم، راسمةً مصاير أولئك الذين تحولوا إلى بقايا بشر تطاردهم أشباح الانتقام بعد أن أنهكتهم الحرب على مدار 10 سنوات، وأولئك الذين استطاعوا الفكاك من أسر الماضي وبدؤوا حياة جديدة في أوطان غير وطنهم الأم.


ليز سلاي، الصحافية البريطانية المتمرسة التي كانت أيضاً وراء انتشار صورة آلان الكردي، تمسك بيد القارئ وترشده خطوة بخطوة، عبر سرد آسر، ليستكشف بنفسه البقعة المناسبة للنظر إلى حقيقة ما خلفته الحرب في سوريا. ويكفي أن تقرأ الفقرات الأولى لتعرف أنك أمام مادة صحافية عظيمة:


بجسده النحيل ووجهه المسكون ودموعه الغزيرة، أصبح مازن الحمادة رمزاً لمعاناة ضحايا التعذيب السوريين. بعد هربه من سوريا إلى هولندا، سافر كثيراً وروى للجمهور في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا قصصاً عن الفظائع التي تعرض لها خلال اعتقاله بسجن في دمشق.ثم فجأة، وفي خطوة غامضة عصية على التفسير، لا بل ربما في خطوة انتحارية، عاد قبل نحو عام إلى سوريا، ليخاطر مجدداً بالوقوع في قبضة حكومة وحشية كان قد شجبها بشدة. اختفى مازن منذ ذلك الحين، تاركاً وراءه أسرة وأصدقاء هالهم تفسير الدافع لأن يُقدم رجل مثقل بندبات جروحه الماضية على العودة إلى أحضان جلاديه، وما يخشونه هو دخوله مجدداً في كابوس نظام السجون في سوريا.

ففي هذه الفقرات الأولى، تحدد سلاي ثلاثة من أهم عناصر السرد التي ترسي قواعد رواية القصة. فهي أولاً تضع النغمة Tone (أو موقف الكاتب من القصة التي يسردها أو جوها العام)؛ وهي هنا تهيئ القارئ -كما في أي محادثة شفهية- بأنه سيقرأ (أو إذا شئت: سيسمع) قصة جديرة بالقراءة: تعرض لفظائع في التعذيب، مع ذلك قرر العودة بملء إرادته لحضن جلاديه. هذا وحده كفيل بجعل أذن القارئ منتصبة لمعرفة المزيد.


ثم تضع المنظور Perspective والصوت Voice (بمعنى مَنْ يرى ومَنْ يتكلم في القصة)، فهي لن تسرد القصة من وجهة نظرها الأمر الذي قد يرمي بظلال الشك حول دوافعها، بل أسرته وأصدقائه الذين هالهم تفسير ما جرى. وفي غضون ذلك فإنها ستؤدي دور الراوي الذي يساعد القارئ على فهم واستيعاب الأحداث الدرامية التي ستتكشف أمامه، لتبنى في النهاية الصورة الأكبر التي لا يراها عادة المنخرطين في الحدث.


وكثيراً ما تأسرني فكرة «الصورة الأكبر» عندما أقرأ لصحافيين أجانب جاؤوا من أراضٍ بعيدة وثقافات مختلفة إلى مناطق صراعات معقدة مثل سوريا، مع ذلك فهم قادرون على فهم «القضية» التي يطرحونها أكثر من أصحاب القضية أنفسهم. وأتذكر دائماً، عندما عصي عليّ فهم الإسلاميين الذين عايشتهم عن قرب لسنوات، نصيحة صديق يعتبر نفسه إسلامياً سابقاً أنْ أقرأَ كتاب «زمن الصحوة» لستيفان لاكروا، ومعلقاً: إنه يفهم الإسلاميين أكثر من فهم الإسلاميين لأنفسهم. وكان كذلك فعلاً.


كيف يفعلون ذلك؟ لأنهم غير ملوثين بـ«لعنة المعرفة» The Curse of Knowledge، وهو عنوان فصل كامل لأحد أهم الكتب عن الاستايل الكتابي بعنوان The Sense of Style من تأليف ستيفن بينكر. و«لعنة المعرفة» بالأصل مفهوم اقتصادي ظهر عام 1989، وبات يُستخدم في طيف واسع من المشكلات النفسية لدى البشر، ومفاده أن معرفة المرء بالشيء تؤثر في انحيازاته تجاه ذلك الشيء، ومن ثم طريقة استجابته له التي غالباً تترجم إلى سوء تقدير للموقف. في أسواق المال، كثيراً ما يفضي معرفة المضارب بتفاصيل سوق الأسهم إلى سوء تقدير في الأسهم التي ينبغي شراؤها.


صحافياً، تعني «لعنة المعرفة» عدم قدرة الصحافي على استيعاب أن القارئ لا يمتلك المعارف التي يمتلكها هو نفسه. والمشكلة تنبع أساساً من أن المرء كلما عرف شيئاً نسي الصعوبات التي واجهته في معرفة ذلك الشيء. ومن ثم فإن معرفته تؤثر في «انحيازاته» بافتراضه أن القارئ يعرف، في حين أن القارئ في الواقع لا يعرف، لذلك تخرج القصة الصحافية غامضة وركيكة.


وأخيراً، ينجح الصحافي الأجنبي في كتابة قصة عن سوريا مثلاً، لأنه غير «ملوث» بالمعرفة المسبقة لتفاصيل هذه القصة. إنه كطفل يُدهش عند معرفة شيء لأول مرة، وقادر على نقل هذه الدهشة إلى القارئ. أليس رواية القصص هدفها أصلاً الإدهاش!



 

4. Dezember 2024

خرج من منزله، ولم يعد

رشاد عبد القادر

بقلم:

قصة تدور أحداثها في ديسمبر 2024، توثق سقوط حلب والتحالفات المتشابكة التي شكلت مصير المدينة. في قلب هذا الفوضى، يقف مقاتل حرية مسنّ، كان يأمل أن يتجاوز معارك الماضي، لكنه دفع الثمن الأغلى عندما طرقت الحرب بابه مجدداً.

12. April 2024

اللعبة التي علمتني سرد القصة

رشاد عبد القادر

بقلم:

نحن نتابع الأخبار لنتعرف على الوقائع، ونحصل على المعلومات، لكننا ننجر إلى القصص المرة تلو المرة؛ لأننا نحتاج إلى معرفة ما يعنيه تموضعنا داخل تلك الوقائع والمعلومات.

5. März 2024

هل يمكن أن تنقرض الصحافة؟

رشاد عبد القادر

بقلم:

التهديدات الوجودية التي تواجهها الصحافة، تفوق ما قد يتسع له فيلم رعب ذي ميزانية كبيرة. حقاً، لطالما كان الأمر كذلك.

26. September 2022

ترتيب الكلمات في الجملة

رشاد عبد القادر

بقلم:

لم يحظَ نظام الجملة العربية بالدراسة الكافية لدى نحاة «عصور الاحتجاج» الذين أرسوا قواعد اللغة. فلا تجد بين كتبهم الكثيرة، كتاباً عن الجملة العربية، أو حتى فصول من كتاب.

8. September 2022

بناء الجملة في اللغة العربية

رشاد عبد القادر

بقلم:

«العربية» تطوّرت بخصائصها في الإيجاز كلّما وجدت إليه سبيلا. لذلك قالت العرب «خَيْرُ الكلام ما قِلّ ودَلّ»، فمتى ما أمكن أن يكون الكلامُ جملةً واحدة، كانَ أَوْلَى من جعله جملتين «من غير فائدة».

5. September 2022

غاية اللغة الوضوح

رشاد عبد القادر

بقلم:

متعة القراءة ليست في الوصول إلى ما تقوله الجملة لفظاً، إنما في استكشاف ديناميكيات التفاعل بين مكوّناتها

22. August 2022

مرونة «العربية».. لوثة لغة الصحافة

رشاد عبد القادر

بقلم:

في العربية تجد التقديم والتأخير والإضمار والتقدير والحذف، وأن حرفاً واحداً يحلّ محل جملة بأكملها، وأن الزمن «مطّاط» فيمكن لصيغة المضارع أن تشير إلى الزمن الماضي أو العكس.

30. Dezember 2021

نعم، لم يكن عادياً

رشاد عبد القادر

بقلم:

طوّرنا نحن البشر القدرة على خلق القصص والإيمان بها. طوّرناها لأن السرد يستطيع تجاوز «هنا، الآن» من خلال تعريف الأفراد بمواقف تتجاوز تجاربهم اليومية.

21. Mai 2021

دع الكلمات والجمل تتصادم

رشاد عبد القادر

بقلم:

المعنى يتوالد في التصادم بين الجمل، وليس كما تعتقد بأنه فكرة في دماغك يمكنك إيصالها عبر «وعاء» يسمى الجملة.

14. Mai 2021

الجُمَل.. ممثلون يؤدون الدور ويغادرون خشبة المسرح

رشاد عبد القادر

بقلم:

لماذا التركيز على الجمل وليس الخبر أو القصة ككل؟ لأن عملك ككاتب هو بناء الجمل؛ معظم وقتك ستقضيه في إنشاء الجمل في عقلك، ألم يخبروك بذلك؟ هذه هي حياة الكاتب.

12. Mai 2021

الكتابة تجعلك إنساناً

رشاد عبد القادر

بقلم:

الكاتب يستخدم كل شيء. يستخدم خياله، وغريزته، وعقله، وحواسه، وخبراته، وعلاقاته، وكلماته، وكل قصة تشرّبها منذ طفولته. قد تكون الكتابة عندك مهنة أو هواية أو ربما طموحاً. ولا يهم الطريق الذي تختاره، فبكل الأحوال الكتابة ستجعلك تعرف أكثر وتشعر أكثر. الكتابة ستعظِّم الإنسان بداخلك وتكثّفه.

6. Mai 2021

الصقور الحوّامة..

رشاد عبد القادر

بقلم:

اكتب كي تفاجئ نفسك حتى وإن كانت المفاجأة سيئة. «لديك الحرية. لديك الخيار. استخدمه. شجّع الآخرين على النزول عن غصن الشجرة. استثمر بعض الوقت والاهتمام للنظر فيما أنت ذاهب إليه. ولكن بعد ذلك انزلق. تحسّس تيار الهواء الصاعد. وحلّق».

3. Mai 2021

تمرين في اللغة

رشاد عبد القادر

بقلم:

الكتابة الجيدة لا تأتي بالفطرة. والجملة الواضحة ليست من قبيل المصادفة، إذ نادراً ما تأتي من المحاولة الأولى أو الثانية أو حتى الثالثة. إذا وجدت الكتابة صعبة، تذكّر هذا في لحظات اليأس: ذلك لأنها بالفعل صعبة.

30. April 2021

الأفعال.. تلك القوة المهدورة صحافياً

رشاد عبد القادر

بقلم:

الصحافة أساساً تدور حول الأفعال. وقوة الأفعال في أنها مرتبطة بزمن له بداية ونهاية، وبها حركة من النقطة «أ» إلى النقطة «ب»؛ ما يضفي الأكشن (أو التشويق إذا أردت) إلى السرد في النص. استبدال الأفعال بصيغة المصدر ينزع عن السرد دسمه.

25. April 2021

للعالقين في منتصف السُّلَّم.. ثمة مَخْرج

رشاد عبد القادر

بقلم:

أن تكون كاتباً جيداً عليك صعود سُلَّم اللغة وهبوطه باستمرار؛ إياك الوقوف في منتصفه للرقص. في أعلى السُّلَّم اللغة مجرّدة كالحرية والمعرفة، وفي أسفله اللغة مادية مرتبطة بالحواس كالشجرة والصخرة.

22. April 2021

البساطة مفتاح الصحافة الجيدة، لكن ليس دائماً

رشاد عبد القادر

بقلم:

الكلمة البسيطة والجملة القصيرة والتركيب اللغوي الواضح لا غنى عنها في الموضوعات المعقدة والمبهمة والغريبة، لجعلها مفهومة بل و"مألوفة" عبر قوة الشرح. ولا أريد التحدث عنها اليوم. ما يأسرني أكثر أن الصحافي الجيد يستطيع أيضاً أن يجعلَ البسيطَ «معقداً»، ويترك أثراً جيداً لدى القارئ.

21. April 2021

صحافة «قال وأضاف».. لديك خيارات أكثر من ذلك

رشاد عبد القادر

بقلم:

التقارير توصل المعلومات، القصص تخلق التجربةَ. التقارير تنقل المعرفة، القصص تنقل القارئ نفسه، عابرةً الزمان والمكان. التقارير تدلّنا على الحدث، بينما القصص تضعنا داخل الحدث.

20. April 2021

علامات الترقيم.. إيضاح وإثارة

رشاد عبد القادر

بقلم:

أما وقد تحدثتُ عن الجَوْر الذي لحق بـ"الجملة الطويلة" وما أثاره من "غيرة" المدافعين عن ميراث استخدام الجملة القصيرة في الراديو أو التلفزيون، أجدها فرصة مناسبة لتناول علامات الترقيم التي ترسم بداية الجملة ونهايتها وتضبط إيقاعها ومساحتها، وكثيراً ما يُساء فهمها واستخدامها.

18. April 2021

لا تخشَ الجملة الطويلة

رشاد عبد القادر

بقلم:

الطول سيجعل الجملة السيئة أكثر سوءاً، لكنه سيجعل الجملة الجيدة أكثر بهاءً. نصائح لاستخدام الجملة الطويلة بذكاء في الكتابة.

16. April 2021

طريق الإقناع معبّد بالتفاصيل

رشاد عبد القادر

بقلم:

وصف الروائي جوزيف كونراد Joseph Conrad ذات مرة مهمته في الكتابة قائلاً: "بقوة الكلمة المكتوبة، أريد أن أجعلك تسمع وتشعر، وقبل كل شيء أن أريد أن أجعلك ترى".

25. Oktober 2020

كيف تكون مكتشفاً للمشاكل؟

رشاد عبد القادر

بقلم:

الطلب في سوق العمل لن يكون على الذين يحلون المشاكل، بل على مكتشفي المشاكل. حل المشاكل سيكون مهمة سهلة ووظيفة الذكاء الاصطناعي.

26. Juli 2020

الفضول والألفة في الصحافة

رشاد عبد القادر

بقلم:

البشر كائنات معقدة؛ فهم فضوليون ومحافظون؛ متعطشون لأشياء جديدة ومنحازون للأشياء المألوفة. والألفة، كما يقول صاحب كتاب Hit Makers ليست النهاية. إنها مجرد بداية فقط.

21. Juli 2020

في مديح الثقة

رشاد عبد القادر

بقلم:

إن المبدأ الأول للصحافة - سعيها غير المتحيز نحو الحقيقة - هو في نهاية المطاف ما يميز الصحافة عن أشكال الاتصال الأخرى. فالحقيقة ليست كاملة أبداً، إنما في طور التشكل دائماً مع كل قصة جديدة.

22. Juni 2020

لسنا وحدنا.. فالعالم مثلنا أيضاً

رشاد عبد القادر

بقلم:

أنت كفرد تتوهم أنك تعرف أكثر مما كان يعرفه صياد قبل آلاف الأعوام، لكن الحقيقة أن معارفك بحاجياتك في عالمك أقل بكثير من معارفه بحاجياته في عالمه. فنحن في عالمنا المعاصر نعتمد على خبرات الآخرين في تلبية جميع احتياجاتنا تقريباً.

18. Juni 2020

نحتاج إلى 3 بالمئة فقط لإحداث التغيير

رشاد عبد القادر

بقلم:

عند كل مفترق حضاري، كان هنالك شخص مختلف، يفكر بطريقة مختلفة، ويريد إنجاز شيء مختلف، فيُحدِث التغيير الذي سينحدر في النهاية إلى نقطة الصفر، ولكي يستمر التطور سيحتاج إلى تغيير آخر!

11. Juni 2020

لا يكفي أن تكون صحفياً

رشاد عبد القادر

بقلم:

أولئك الذين يعزفون على أحد الآلات الموسيقية، يعلمون تلك المساحات المحسوبة بدقة هندسية متناهية بين العلامة الموسيقية ونصف العلامة وربع العلامة. والصحفي الجيد مثل العازف الجيد، عليه أن يعرف أين يضع إصبعه.

bottom of page