top of page

الكتابة تجعلك إنساناً

الكتابة «حرفة» و«موقف».. تعرّف كيف تميز بينهما

يستغرق الاستايل سنوات حتى ينضج ويخرج للقراء

12.5.21

رشاد عبد القادر

رشاد عبد القادر، رشاد عبدالقادر

الكاتب يستخدم كل شيء. يستخدم خياله، وغريزته، وعقله، وحواسه، وخبراته، وعلاقاته، وكلماته، وكل قصة تشرّبها منذ طفولته. قد تكون الكتابة عندك مهنة أو هواية أو ربما طموحاً. ولا يهم الطريق الذي تختاره، فبكل الأحوال الكتابة ستجعلك تعرف أكثر وتشعر أكثر. الكتابة ستعظِّم الإنسان بداخلك وتكثّفه.

بعيداً عن «المشاعر الفيّاضة»، تشهد الصحافة في منطقتنا لحظة نادرة تتصادم فيها «الأزمنة المقدسة» مع «الأمكنة المقدسة».


فكم مرّةً في حياتك ستكون شاهداً كصحافي على هكذا «خلطة» اجتمع فيها شباب فلسطيني له سردية من المظالم. يرى يهوداً يصادرون منازلَ في القدس الشرقية، ولا يجد منفذاً قانونياً للمطالبة بأملاكه في القدس الغربية. شباب لا ينتظر التعليمات من قيادته السياسية. ثم أضف إلى الخلطة المناسَبة الأقدس عند المسلمين التي صادفت يوم السبت في «ليلة القدر» في الحرم القدسي. ثم على مسافة بضعة أمتار عند «حائط المبكى»، أضف «اليوم الوطني» المقدس عند الإسرائيليين الذي صادف يوم الأحد في ذكرى احتلال القدس الشرقية. ثم أضف «حماس» التي لا تريد أن تتخلّف عن قيادة «القضية». والسلطة الفلسطينية التي تخشى افتضاح مدى ضآلة سلطتها على الشارع الفلسطيني. ثم أضف الحكومات العربية التي ترى المستقبل في التكنولوجيا الإسرائيلية. وليس لديها لا الوقت ولا الطاقة للدفاع عن «رماة حجارة». ثم أضف البيت الأبيض المنشغل بإحياء الاتفاق النووي مع إيران ولن يدعم حملة قمع واسعة ضد الفلسطينيين. ثم أضف نتنياهو الذي يكاد يعيش آخر أيامه. فجاءت هذه الأحداث بمثابة قشّة يتمسك بها، ويؤججها لقطع الطريق على خصومه في تشكيل حكومة قد تطيح به.


صُدف مجنونة اجتمعت في «خلطة» مرشحة أن تصبح «زلزالاً» يهزّ الجميع بما في ذلك الفلسطينيون، إذا كُتِب لها الاستمرار في الأيام القليلة القادمة وتحولت إلى انتفاضة جديدة. وأمام كل ذلك، تجد صحافة باهتة أسيرة «كلمات» فقدت قوتها بفعل التكرار، وذهبت حِدّتها بفعل الاحتكاك. فالكلمات المفتاحية في النص كائنات حيّة لها مجالها الحيوي. حشرها في مساحات ضيقة يخلق تصادماً بينها بالتنافس على انتباه القارئ، فتتآكل في ظاهرة تسمى Keyword cannibalization. ولا أريد أن أضرب أمثلة هنا، فهي كثيرة.


ما يهمني أكثر، هو تلك الميزة التي يفتقدها الصحافي بوصفه كاتباً. أن تكون كاتباً، عليك أن تجيد أمرين معاً: الأول «الحرفة» Craft، والثاني «الموقف» Attitude. الأول هو مسألة إتقان مهارة دقيقة معينة، والثاني هو كيفية استخدام تلك المهارة للتعبير عن شخصيتك أو «استايلك». في الأول تكتب لـ «قرّاء» مفترضين. وفي الثاني تكتب لإرضاء نفسك.


في الصحافة، كثيراً ما تطغى «الحرفة» على «الموقف» بدعوى «الموضوعية» و«الحياد» و«التوازن». ولكن، هل تتذكر صحافياً حاز جائزة بناءً على هذه المعايير؟ لن تجد طبعاً؛ لأن هذه أدوات مُسلَّم بها، تقع ضمن مساحة «الحرفة» وليس «الموقف»، وتساعد على التعامل مع المعلومات بجمعها وفرزها وعرضها على القرّاء المفترضين. ما ينقص الصحافي «الموقف» أو «الاستايل» الذي يبرز شخصيته، وهو الذي يجعله مختلفاً عن الصحافيين الآخرين.


ليس ذلك فحسب، حتى في التقارير الخبرية التي تُخفي «صوت» الصحافي عادةً، ثمة «موقف» في هذا الإخفاء. انظر إلى العبارات التي تدل على «موقف» الكاتب في تقرير نشرته «نيويورك تايمز» باستخدام الصفات والأسماء والظرف والأفعال المشار إليها بين نجمتين. وانتبه أيضاً كيف يتحسّس الكاتب مدى خطورة الوضع في الأراضي المحتلة.


اشتد أسوأ قتال بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ سبع سنوات ليل الثلاثاء، عندما بدأت الضربات الجوية الإسرائيلية تستهدف مكاتب «حماس» في غزة، وأطلق مسلحون في غزة الصواريخ على مدن تل أبيب وعسقلان الجنوبية والمطار الرئيسي في إسرائيل.
في غزة، قتل ما لا يقل عن 35 فلسطينياً بينهم 10 أطفال، وأصيب 203 آخرون، وفقاً لمسؤولي الصحة. وفي إسرائيل، قُتل 5 أشخاص في ضربات على تل أبيب وعسقلان واللد، وأصيب ما لا يقل عن 100، وفقاً لمسؤولين طبيين.
بعيداً عن النزاع العسكري، انتشرت موجة اضطرابات مدنية في القدس الشرقية في الأحياء العربية، حيث عبر الفلسطينيون في إسرائيل عن غضبهم من عمليات القتل في غزة والشكاوى القائمة منذ فترة طويلة من التمييز العنصري داخل إسرائيل نفسها.
وفي حين أن الضربات المتصاعدة، وهي الأسوأ منذ عام 2014، جلبت معها الخوف إلى الملايين في غزة وإسرائيل، إلا أنها عزّزت مواقف طرفين غير مرغوب فيهما: حماس، الجماعة الإسلامية المسلحة التي تدير قطاع غزة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
أما حماس، فقد سمح الصراع لها بتجديد مطالبها بقيادة المقاومة الفلسطينية. فقد ظهرت صواريخها بمثابة رد مباشر على غارتين للشرطة الإسرائيلية على مجمّع المسجد الأقصى المقدس لدى كل من المسلمين واليهود. ففي هذه العملية، تقدم حماس نفسها كحامية للمتظاهرين الفلسطينيين والمصلّين في الحرم القدسي.
أما نتنياهو، فإن الإلهاء الذي تسببه الحرب، والانقسامات التي تخلقها بين الأحزاب المعارضة المتباينة التي تتفاوض حالياً على ائتلاف للإطاحة به، تمنحه فرصة ولو هزيلة للبقاء في منصبه، بعد أن بدا قبل أيام فقط أنه أخيراً في طريقه للخروج من السلطة.

ككاتب لا عذر لك في مجال «الحرفة» إذا غادر القارئ في منتصف المادة لأنها ركيكة؛ فإن الذنب ذنبك وحدك. عليك أن تعمل بجد لإتقان أدوات الكتابة في البساطة والإيجاز والترتيب. وهذا عمل ميكانيكي، مع بعض الاهتمام سرعان ما ستصبح جُمَلك أكثر وضوحاً.


أما في مجال «الموقف»؛ ما إذا أحبك القارئ أو أحب ما تقوله وكيف تقوله، أو ما إذا اتفق معك وشعر بالقرب من روحك أو رؤيتك، ليس عليك الاهتمام بذلك. أنت أنت وهو هو، قد تتفقان وقد تختلفان. فبمجرد تغلبك على ذاك الخوف من القارئ، الذي زرعته المؤسسات الصحافية في الصحافيين، ستبدأ بتشكيل هُويتك الإبداعية ككاتب. استرخِ وقلْ ما تريدُ قوله بالطريقة التي تريدها. وبما أن الموقف أو «الاستايل» هو أنت، فكن صادقاً مع نفسك، وستجد أنه بدأ يخرج تدريجياً من تحت الركام والحطام، وسيزداد تميّزاً كل يوم. يستغرق الاستايل سنوات حتى ينضج، أليس الإنسان في بحث دائم ليجد شخصيته؟ إلى ذلك الحين، لن يبقى استايلك ثابتاً، سيتغير مع تقدمك في السن.


«الحرفة» تنزع الشغف عن الكتابة، مع أن الشغف مقوّم أساسي في الاستايل. ولحسن الحظ يمكن استعادته. وإليك الطريقة: الكاتب يحتاج إلى «صَنْعَتين»: واحدة رئيسية؛ وهي الكتابة بطبيعة الحال، والأخرى متشابكة معها تَعجُنها بعجينتها؛ لا يهم ما هي. قد تكون الطبخ، أو المكياج، أو لعبة «البلوت» و«التريكس»، أو الرقص، أو النحت والرسم، أو كرة القدم.. إلخ. والكاتب المحظوظ سيكتشف العلاقة بينهما؛ كيف تؤثر الثانية في الأولى، ما سيمنح لغته طاقة تحويلية.


فكثيراً ما أجد أن الكتابة نوع من الموسيقى، وضربٌ من «النجارة». اكتشفت العلاقة بين العلامة الموسيقية ونوعية الخشب عندما أردت تعلّم العزف على «البزق»، فصنعت آلة موسيقية وطّدت علاقتي بالأخشاب. فخشب «الجوز» مثلاً، إضافة إلى تعريقاته الممتدة والمتداخلة، يصدر نغمة متوازنة وأصواتاً رقيقة عالية، تذكرني بالجمل الطويلة والقصيرة التي تخلق إيقاعاً في النص. وخشب الورد بكثافته وصلابته يجعل الأصابع تستقر بثقة على الأوتار، فتصدر العلامة الموسيقية واضحة لها بداية ونهاية، مثل الجمل اللغوية التي لها بداية ونهاية واضحتان. ويشاركه في هذه الصفات خشب الأبنوس. أما خشب الزان، إذا مُنح الزمن الكافي والمعالجة الصحيحة، يصدر أصواتاً بها الكثير من الحكمة والرصانة تذكرني بالجمل الموسيقية عند محمد عبد الوهاب الذي أدخل الهارموني الغربي إلى الموسيقى العربية. و«السكتة» في الموسيقى تذكرني بالمساحات البيضاء التي يتركها الكاتب في نهاية الفقرة. و«القفلة» الموسيقية تذكرني بأن النص ينبغي أن ينتهي بما بدأ به مع جرعة من الحصافة والبصيرة.


والصحافة أيضاً وطدت علاقتي بالأخشاب، ولا أتذكر عدد المرات التي وقفت فيها تحت أشجار الصفصاف الباكي حبّاً في تحقيق صحافي قرأته قبل نحو سنتين، أسترجع فيها اللحظات التي تسقط فيها الضحية غارقةً في دمائها.


وقبل أن تقرأ التحقيق الذي كتبه مايكل شويرتز ونشرته «نيويورك تايمز» عن التصفيات الجسدية التي تقوم بها المخابرات الروسية، انتبه إلى هذه النصائح:


  1. ضع الكلمات المفتاحية في بداية أو نهاية الجملة أو الفقرة، وليس في منتصفها.

  2. عندما تكون الأحداث معقدة، استخدم الجمل القصيرة لتجعلها سهلة الفهم.

  3. عندما تكون الأحداث معقدة، اترك مساحات بيضاء تسمح للقارئ بالتنفس واستيعاب ما يجري أمامه.

  4. عندما تكون الأحداث معقدة، ابتعد عن الكليشيهات والجمل الإنشائية الرخيصة، فالأحداث قادرة على حمل نفسها ولا تحتاج إلى ألعاب بهلوانية في اللغة.


وإليك ترجمة لجزء من نص التحقيق:

كان الهدف يعيش في الطابق السادس من مبنى كئيب بلون السلمون في شارع فيدينسكا، مقابل أجَمَة من أشجار الصفصاف الباكي. وجده أولِغ سمورودينوف هناك، استأجر شقة صغيرة في الطابق الأرضي، وترقَّبَ.
حصل على الاسم من ضابطين في روسيا يشرفان على العملية. التقيا معه في مقهى «فيينا» على بُعد بنايات قليلة من المقر الرئيسي لوكالة الاستخبارات الروسية، وناولاه قائمة بأسماء ستة أشخاص في أوكرانيا. اعثر عليهم، قالا لسمورودينوف، وكن على استعداد. كان يتباهى أمام الأصدقاء بأنه جاسوس.
كل شخص حُدّد برمز على اسم زهرة. أحدهم كان «الورد الياقوتي»، وآخر كان «الحَوْذان». أما الهدف، فكان رجلاً يُدعى «إيفان مامشور»، وسُمّي «الوردة». لم يكن أحداً بنظر سمورودينوف، مجرد عامل كهربائي في السجن المحلي. أما الضابطان المشرفان على العملية فقد كانا يُعدّانه شخصاً هامّاً.
قالا له: «يداه غارقتان في الدماء حتى المرفقين».
المراقبة كانت هادئة. في السابعة من كل صباح، يترك مامشور زوجته وابنته، يركب دراجته إلى العمل، ويعود كل مساء في السادسة «منتظماً كالساعة»، يتذكر سمورودينوف. في ساعات الفراغ، كان سمورودينوف يشرب الجعّة في الباحة المخصصة لوقوف السيارات، حيث كانت سيدة عجوز تعتني بمجموعة من القطط.
ثم في 16 سبتمبر 2016، رنّ هاتف سمورودينوف برسالة نصّية من موسكو.
«يجب قطف الوردة اليوم»، تقول الرسالة، «غداً، لن يكون له معنى».
مَكُنَ سمورودينوف في الردهة الموحشة خارج شقة الرجل، يحمل سيجارة في يدٍ، وفي اليد الأخرى مسدس يعمل بضغط الهواء مُعدّ لإطلاق رصاص حقيقي بكاتم صوت.
«أخذت المسدس» يتذكّر لاحقاً، «وقلت ليكن ما يكون».
عندما همّ مامشور بالخروج من المصعد، نادى سمورودينوف اسمه وأفرغ مخزناً كاملاً من الرصاص فيه.
لم يسقط مامشور أرضاً فوراً، استدار نحو قاتله، تعثّر بضع خطوات قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
«لم أكن أنا» قال، «لست مذنباً».
ثم خرَّ على الأرضية الخرسانية.
فرّ سمورودينوف إلى موسكو حيث دعاه الضابطان المسؤولان إلى عشاء في مطعم سوشي ياباني يدعى «تو تشوبستيكس». ومقابل ما قام به، اشتريا له سيارة مرسيدس «فان»، ونشر صوراً لها في حسابه على الشبكات الاجتماعية. لكنهما امتنعا عند تقديم جزء من مبلغ 5000 دولار الموعود لأنه ترك سلاح الجريمة وراءه في أوكرانيا.
حينئذ، لم يكن سمورودينوف متأكداً من سبب طلبهم قتل إيفان مامشور، لكنه الآن يعتقد بأنه يعرف.
«كان انتقاماً» قال، «انتقام على الأرجح».

الكاتب يستخدم كل شيء. يستخدم خياله، وغريزته، وعقله، وحواسه، وخبراته، وعلاقاته، وكلماته، وكل قصة تشرّبها منذ طفولته. قد تكون الكتابة عندك مهنة أو هواية أو ربما طموحاً. ولا يهم الطريق الذي تختاره، فبكل الأحوال الكتابة ستجعلك تعرف أكثر وتشعر أكثر. الكتابة ستعظِّم الإنسان بداخلك وتكثّفه.


 

4. Dezember 2024

خرج من منزله، ولم يعد

رشاد عبد القادر

بقلم:

قصة تدور أحداثها في ديسمبر 2024، توثق سقوط حلب والتحالفات المتشابكة التي شكلت مصير المدينة. في قلب هذا الفوضى، يقف مقاتل حرية مسنّ، كان يأمل أن يتجاوز معارك الماضي، لكنه دفع الثمن الأغلى عندما طرقت الحرب بابه مجدداً.

12. April 2024

اللعبة التي علمتني سرد القصة

رشاد عبد القادر

بقلم:

نحن نتابع الأخبار لنتعرف على الوقائع، ونحصل على المعلومات، لكننا ننجر إلى القصص المرة تلو المرة؛ لأننا نحتاج إلى معرفة ما يعنيه تموضعنا داخل تلك الوقائع والمعلومات.

5. März 2024

هل يمكن أن تنقرض الصحافة؟

رشاد عبد القادر

بقلم:

التهديدات الوجودية التي تواجهها الصحافة، تفوق ما قد يتسع له فيلم رعب ذي ميزانية كبيرة. حقاً، لطالما كان الأمر كذلك.

26. September 2022

ترتيب الكلمات في الجملة

رشاد عبد القادر

بقلم:

لم يحظَ نظام الجملة العربية بالدراسة الكافية لدى نحاة «عصور الاحتجاج» الذين أرسوا قواعد اللغة. فلا تجد بين كتبهم الكثيرة، كتاباً عن الجملة العربية، أو حتى فصول من كتاب.

8. September 2022

بناء الجملة في اللغة العربية

رشاد عبد القادر

بقلم:

«العربية» تطوّرت بخصائصها في الإيجاز كلّما وجدت إليه سبيلا. لذلك قالت العرب «خَيْرُ الكلام ما قِلّ ودَلّ»، فمتى ما أمكن أن يكون الكلامُ جملةً واحدة، كانَ أَوْلَى من جعله جملتين «من غير فائدة».

5. September 2022

غاية اللغة الوضوح

رشاد عبد القادر

بقلم:

متعة القراءة ليست في الوصول إلى ما تقوله الجملة لفظاً، إنما في استكشاف ديناميكيات التفاعل بين مكوّناتها

22. August 2022

مرونة «العربية».. لوثة لغة الصحافة

رشاد عبد القادر

بقلم:

في العربية تجد التقديم والتأخير والإضمار والتقدير والحذف، وأن حرفاً واحداً يحلّ محل جملة بأكملها، وأن الزمن «مطّاط» فيمكن لصيغة المضارع أن تشير إلى الزمن الماضي أو العكس.

30. Dezember 2021

نعم، لم يكن عادياً

رشاد عبد القادر

بقلم:

طوّرنا نحن البشر القدرة على خلق القصص والإيمان بها. طوّرناها لأن السرد يستطيع تجاوز «هنا، الآن» من خلال تعريف الأفراد بمواقف تتجاوز تجاربهم اليومية.

21. Mai 2021

دع الكلمات والجمل تتصادم

رشاد عبد القادر

بقلم:

المعنى يتوالد في التصادم بين الجمل، وليس كما تعتقد بأنه فكرة في دماغك يمكنك إيصالها عبر «وعاء» يسمى الجملة.

14. Mai 2021

الجُمَل.. ممثلون يؤدون الدور ويغادرون خشبة المسرح

رشاد عبد القادر

بقلم:

لماذا التركيز على الجمل وليس الخبر أو القصة ككل؟ لأن عملك ككاتب هو بناء الجمل؛ معظم وقتك ستقضيه في إنشاء الجمل في عقلك، ألم يخبروك بذلك؟ هذه هي حياة الكاتب.

6. Mai 2021

الصقور الحوّامة..

رشاد عبد القادر

بقلم:

اكتب كي تفاجئ نفسك حتى وإن كانت المفاجأة سيئة. «لديك الحرية. لديك الخيار. استخدمه. شجّع الآخرين على النزول عن غصن الشجرة. استثمر بعض الوقت والاهتمام للنظر فيما أنت ذاهب إليه. ولكن بعد ذلك انزلق. تحسّس تيار الهواء الصاعد. وحلّق».

3. Mai 2021

تمرين في اللغة

رشاد عبد القادر

بقلم:

الكتابة الجيدة لا تأتي بالفطرة. والجملة الواضحة ليست من قبيل المصادفة، إذ نادراً ما تأتي من المحاولة الأولى أو الثانية أو حتى الثالثة. إذا وجدت الكتابة صعبة، تذكّر هذا في لحظات اليأس: ذلك لأنها بالفعل صعبة.

30. April 2021

الأفعال.. تلك القوة المهدورة صحافياً

رشاد عبد القادر

بقلم:

الصحافة أساساً تدور حول الأفعال. وقوة الأفعال في أنها مرتبطة بزمن له بداية ونهاية، وبها حركة من النقطة «أ» إلى النقطة «ب»؛ ما يضفي الأكشن (أو التشويق إذا أردت) إلى السرد في النص. استبدال الأفعال بصيغة المصدر ينزع عن السرد دسمه.

25. April 2021

للعالقين في منتصف السُّلَّم.. ثمة مَخْرج

رشاد عبد القادر

بقلم:

أن تكون كاتباً جيداً عليك صعود سُلَّم اللغة وهبوطه باستمرار؛ إياك الوقوف في منتصفه للرقص. في أعلى السُّلَّم اللغة مجرّدة كالحرية والمعرفة، وفي أسفله اللغة مادية مرتبطة بالحواس كالشجرة والصخرة.

22. April 2021

البساطة مفتاح الصحافة الجيدة، لكن ليس دائماً

رشاد عبد القادر

بقلم:

الكلمة البسيطة والجملة القصيرة والتركيب اللغوي الواضح لا غنى عنها في الموضوعات المعقدة والمبهمة والغريبة، لجعلها مفهومة بل و"مألوفة" عبر قوة الشرح. ولا أريد التحدث عنها اليوم. ما يأسرني أكثر أن الصحافي الجيد يستطيع أيضاً أن يجعلَ البسيطَ «معقداً»، ويترك أثراً جيداً لدى القارئ.

21. April 2021

صحافة «قال وأضاف».. لديك خيارات أكثر من ذلك

رشاد عبد القادر

بقلم:

التقارير توصل المعلومات، القصص تخلق التجربةَ. التقارير تنقل المعرفة، القصص تنقل القارئ نفسه، عابرةً الزمان والمكان. التقارير تدلّنا على الحدث، بينما القصص تضعنا داخل الحدث.

20. April 2021

علامات الترقيم.. إيضاح وإثارة

رشاد عبد القادر

بقلم:

أما وقد تحدثتُ عن الجَوْر الذي لحق بـ"الجملة الطويلة" وما أثاره من "غيرة" المدافعين عن ميراث استخدام الجملة القصيرة في الراديو أو التلفزيون، أجدها فرصة مناسبة لتناول علامات الترقيم التي ترسم بداية الجملة ونهايتها وتضبط إيقاعها ومساحتها، وكثيراً ما يُساء فهمها واستخدامها.

18. April 2021

لا تخشَ الجملة الطويلة

رشاد عبد القادر

بقلم:

الطول سيجعل الجملة السيئة أكثر سوءاً، لكنه سيجعل الجملة الجيدة أكثر بهاءً. نصائح لاستخدام الجملة الطويلة بذكاء في الكتابة.

16. April 2021

طريق الإقناع معبّد بالتفاصيل

رشاد عبد القادر

بقلم:

وصف الروائي جوزيف كونراد Joseph Conrad ذات مرة مهمته في الكتابة قائلاً: "بقوة الكلمة المكتوبة، أريد أن أجعلك تسمع وتشعر، وقبل كل شيء أن أريد أن أجعلك ترى".

2. April 2021

في لعنة المعرفة

رشاد عبد القادر

بقلم:

صحافياً، تعني "لعنة المعرفة" عدم قدرة الصحافي على استيعاب أن القارئ لا يمتلك المعارف التي يمتلكها هو نفسه. والمشكلة تنبع أساساً من أن المرء كلما عرف شيئاً نسي الصعوبات التي واجهته في معرفة ذلك الشيء.

25. Oktober 2020

كيف تكون مكتشفاً للمشاكل؟

رشاد عبد القادر

بقلم:

الطلب في سوق العمل لن يكون على الذين يحلون المشاكل، بل على مكتشفي المشاكل. حل المشاكل سيكون مهمة سهلة ووظيفة الذكاء الاصطناعي.

26. Juli 2020

الفضول والألفة في الصحافة

رشاد عبد القادر

بقلم:

البشر كائنات معقدة؛ فهم فضوليون ومحافظون؛ متعطشون لأشياء جديدة ومنحازون للأشياء المألوفة. والألفة، كما يقول صاحب كتاب Hit Makers ليست النهاية. إنها مجرد بداية فقط.

21. Juli 2020

في مديح الثقة

رشاد عبد القادر

بقلم:

إن المبدأ الأول للصحافة - سعيها غير المتحيز نحو الحقيقة - هو في نهاية المطاف ما يميز الصحافة عن أشكال الاتصال الأخرى. فالحقيقة ليست كاملة أبداً، إنما في طور التشكل دائماً مع كل قصة جديدة.

22. Juni 2020

لسنا وحدنا.. فالعالم مثلنا أيضاً

رشاد عبد القادر

بقلم:

أنت كفرد تتوهم أنك تعرف أكثر مما كان يعرفه صياد قبل آلاف الأعوام، لكن الحقيقة أن معارفك بحاجياتك في عالمك أقل بكثير من معارفه بحاجياته في عالمه. فنحن في عالمنا المعاصر نعتمد على خبرات الآخرين في تلبية جميع احتياجاتنا تقريباً.

18. Juni 2020

نحتاج إلى 3 بالمئة فقط لإحداث التغيير

رشاد عبد القادر

بقلم:

عند كل مفترق حضاري، كان هنالك شخص مختلف، يفكر بطريقة مختلفة، ويريد إنجاز شيء مختلف، فيُحدِث التغيير الذي سينحدر في النهاية إلى نقطة الصفر، ولكي يستمر التطور سيحتاج إلى تغيير آخر!

11. Juni 2020

لا يكفي أن تكون صحفياً

رشاد عبد القادر

بقلم:

أولئك الذين يعزفون على أحد الآلات الموسيقية، يعلمون تلك المساحات المحسوبة بدقة هندسية متناهية بين العلامة الموسيقية ونصف العلامة وربع العلامة. والصحفي الجيد مثل العازف الجيد، عليه أن يعرف أين يضع إصبعه.

bottom of page